-A +A
رأي عكاظ
كانت الأشهر الثلاثة الأخيرة عصيبة على الثورة السورية، إذ جاءت الانتخابات الأمريكية وتداعياتها بين رئيس راحل ورئيس آت، فرصة ذهبية للدور الروسي كي يمارس أقصى تدخلاته، لا على خريطة مجريات المعارك العسكرية ضد العدو المفترض، بل على الحليف الرئيسي إيران والمستضيف الأساسي النظام السوري.

ولذلك لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعون خيرا أو شيئا مبشرا من محادثات الأستانة التي انبثقت فجأة وبدون مقدمات وكأنها الفصل الأخير من مسرحية الحوار العبثي الذي يحلم بتأبين الثورة السورية.


وإذا كان البيان الختامي للمحادثات،حمل تعهدا من «روسيا وإيران وتركيا» بمحاربة داعش وجبهة النصرة وفصلهما عن باقي الفصائل الأخرى، فإنه في جزئية الشأن السوري المعني بثورة الشعب المقهور على عدوان نظام الأسد نجده فقط يكتفي بالإعلان عن انطلاق جولة جديدة من «المفاوضات السورية - السورية» انطلاقا من منصة أستانة تتضمن قضايا أمنية سبق طرحها سابقا في جنيف.

هذه النتائج في مجملها ليست سوى تحييد لقوى المعارضة العسكرية أو بعضها، وصناعة فرصة ذهبية لجيش الأسد كي يمارس عدوانه على جبهات محددة بعد تحييد القوى الأكبر باتفاقية الحوار والهدنة ووصول الغذاء والدواء للمحاصرين.

إن ضمير العالم والقوى العاقلة يجب أن تتحرك عاجلا لمواجهة هذه التصفية الهمجية لشعب كامل تحت مظلة صراع داخلي، أو محاربة داعش.

وإلا فإننا لن نتفاجأ بأن تكون سورية إقليما روسيا برعاية إيرانية، في ظل انشغال العالم وتحديدا أمريكا بمحاربة داعش على إنقاذ شعب من التصفية.